لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد

                                          بسم الله الرحمن الرحيم

                 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.

وبعد:

تخريج حديث (لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير له من أن تمسه امرأة لا تحل له).

الحديث رواه أبو العلاء يزيد بن عبدالله بن الشخير، عن معقل بن يسار رضي الله عنه.

أخرجه: الروياني في مسنده من طريق علي بن نصر واللفظ له (2/219)، والطبراني من طريقه وطريق النضر بن شميل (20/212)، كلاهما عن شداد بن سعيد الراسبي، عن أبي العلاء به.

وخالفهما: سعيد بن سليمان النشيطي، فرواه عن شداد، عن الجريري، عن أبي العلاء، عن معقل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لأن يكون في رأس رجل مشط من حديد حتى يبلغ العظم خير من أن تمسه امرأة ليست له بمحرم).
أخرجه: البيهقي في الشعب (7/322)، قال: أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد، حدثنا الأسفاطي، حدثنا سعيد بن سليمان النشيطي به، فزاد في سنده رجلاً.

وخالفهم: بشير بن عقبة، فرواه عن يزيد بن عبدالله بن الشخير، عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: (لأن يعمد أحدكم إلى مخيط فيغرز به في رأسي أحب ألي من أن تغسل رأسي امرأة ليست مني ذات محرم).

أخرجه: ابن أبي شيبة في المصنف (9/379) قال: حدثنا أبو أسامة، عن بشير بن عقبة به موقوفًا.

الكلام على الروايات:

أولاً: المحفوظ عن شداد بن سعيد هي رواية علي بن نصر والنضر بن شميل عنه، عن أبي العلاء عبدالله بن يزيد، وأما رواية سعيد بن سليمان النشيطي عنه، عن الجريري، عن أبي العلاء فخطأ، سعيد النشيطي ضعيف قاله الحافظ (380).

ثانيًا: المحفوظ عن يزيد بن عبدالله هي رواية بشير بن عقبة عنه، عن معقل رضي الله عنه موقوفًا، وأما رواية شداد، عن عبدالله بن يزيد فهي خطأ لمخالفتها رواية من هو أحفظ منه، فإن شدادًا قال الحافظ عنه: "صدوق يخطيء".

وقال عن بشير: "ثقة".

وقد روي مرسلاً أو معضلاً:

فقد رواه هشيم، أنا داود بن عمرو، عن عبدالله بن أبي زكريا الخزاعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن يقرع الرجل قرعًا يخلص القرع إلى عظم رأسه خير له من أن يضع امرأة يدها على ساعده لا تحل له... ).

أخرجه: سعيد بن منصور في سنن واللفظ له (2/117)، والبغوي في مسند ابن الجعد عن علي بن الجعد (360)، وأبو نعيم في الطب من طريقه (2/519)، كلاهما عن هشيم، عن داود بن عمرو به.

وفي لفظ البغوي وأبي نعيم (لأن يفرع ...) وفيه زيادة.

وهذا مرسل أو معضل - كما قال الشيخ الألباني في الصحيحة (1/447)-، فإن ابن أبي زكريا قال عنه الحافظ في التقريب (507): "ثقة فقيه عابد ... من الرابعة".

وهي التي جل روايتها عن كبار التابعين.
تنبيه: وقع في طبعة سنن سعيد بن منصور (داود بن عمر) والصواب عمرو كما في تهذيب الكمال (8/413)

والحمد لله رب العالمين.